فلا أقسم بمواقع النجوم

0 التعليقات


آية بالرغم من قصرها ... إلا أنها عظيمة في معانيها ... عظيمة في مضامينها ... عظيمة في تفسيرها ...

دعونا نتكلم بشيء أبسط من النجوم ... وهو موضوع الرفوعات المساحية لقطعة من الأرض ... فلو تكلمنا عن مشروع طوله 5 كم وعرضه 120 متر فإننا نحتاج إلى 2400 نقطة مساحية ... ولو أردنا عمل رفع مساحي للكرة الأرضية على نفس الطريقة ( بمعرفة أن معدل نصف قطر الكرة الأرضية هو 6371 كم) فإن عدد النقاط المساحية سيكون (2,041,079,090,286 نقطة) علما بأن هذا الرقم ناتج عن تقسيم الكرة الأرضية إلى مربعات مساحة كل مربع منها 250 متر مربع ... وهذه المربعات غير كافية لوصف تضاريس الكرة الأرضية بالشكل الدقيق ... فلو قمنا بتصغير هذه المربعات إلى مساحة أصغر ( ولتكن 10 متر × 10 متر = 100 متر مربع) ... فإن عدد النقاط سيكون تقريبا (5,102,697,725,714) نقطة ... كم سيحتاج هذا العدد الهائل من النقاط من جهد ... وكم سيحتاج من مساحين ... وكم سيحتاج من أموال لتزويد هذا العدد من النقاط بالتكنولوجيا اللازمة لتحديد المواقع بدقة كبيرة ... وكم سيعاني المساحون من عقبات وحواجز وعوائق تمنعهم من عملية الرفع المساحي لهذا الكوكب الصغير مقارنة بغيره من الكواكب والنجوم ( وإن تمكن الإنسان من اختراع أجهزة قامت بعملية مسح بالأقمار الصناعية ولكنها لم تعط الدقة المطلوبة) ... كل ما تكلمنا عنه لم يتمكن من إعطاء مواقع ما هو موجود على الكرة الأرضية بما يصف تفاصيلها الدقيقة!

وما زلنا نتكلم عن ذلك الكوكب الصغير الذي يبلغ نصف قطره 6371 كم ... نستطيع الوصول إلى معظم النقاط الموجودة على سطحه ... فكيف لو تكلمنا عن كوكب المشتري ... وماذا لو تكلمنا عن الشمس ... أو تكلمنا عن المجموعة الشمسية ... أو لو تكلمنا عن المجرة ... بل ماذا لو تكلمنا عن الكون وعن تلك النجوم التي لا تعد ولا تحصى ولايمكن رصد مواقعها مهما تقدمت التكنولوجيا ... ولا يمكن لأحد أن يحصي عددها أو أن يصلها ... ولو تمكن العلم - فرضا - من تحديد موقع نجمة واحدة بدقة متناهية ... فهل يستطيع تحديد مواقع جميع النجوم التي لن يتمكن من معرفة عددها أولا؟!

من أجل ذلك أقسم الله تعالى بمواقع النجوم وذلك القسم لا يفهمه إلا من عرف معنى تحديد المواقع وصعوبته وتعذره في كثير من المواقف والحالات ... ولن يدرك عظمة هذا القسم إلا العلماء!

فقال الذي بيده علم كل شيء: ( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم)

فسبحان الله العظيم عما يصفون والحمد لله رب العالمين

~ بقلم ليث الغرايبة ~


للتعليق مباشرة من موقع الفيسبوك ....

 

جميع الحقوق محفوظة لـ خربشات ليث الغرايبة