من ثمرات التوكل على الله

0 التعليقات
من ثمرات التوكل على الله - بقلمي:



من المواقف التي لمستها وعشتها بنفسي فيما يتعلق بثمرات التوكل على الله أنني عملت في إحدى شركات المملكة العربية السعودية وقد ساء الوضع المالي فيها إلى أن بات موضوع الاستقالة أمرا حتميا ...
وحينئذ أخذت الأمور على محمل الجد وعزمت الأمر وتوكلت على الله ولم يكن لدي عمل بديل أو فرصة أخرى. وكلكم يعلم أن الرجل المقبل على الزواج لا يقدم على مثل هذه الخطوات الجنونية! فما كان مني إلا أن لجأت إلى الله وآمنت به وصدقت وعده بأنه كفيل بالرزق ما دمت كفيلا بالعبادة ...
وكان الأمر، وقدمت استقالتي وبالرغم من عدم قبولها في بادئ الأمر وبالرغم من عدم توفر العمل البديل إلا أنني مضيت قدما وأشعرت الشركة بضرورة الاستغناء عني خلال فترة أقصاها شهرين ... ومرت الأيام والأسابيع حتى بقي من إنذاري للشركة مدة أسبوعين ولم أجد عملا بديلا وقد لامني الكثير من أصدقائي ونصحني بالتراجع عن الاستقالة إلا أن أملي بالله واعتمادي عليه جعلني أصر على قراري غير مبال لأي عقبة ...
وأثناء تأديتي لعملي بالوجه الذي يرضي الله عز وجل، طلب مني مديري المباشر وأكد على طلبه مدير الشركة بضرورة ذهابي إلى أحد مواقع شركة عبر المملكة السعودية (سبك) لأخذ قياسات غربال التربة الذي يستخدمونه في تصفية التربة من الشوائب ... وعندما وصلت الموقع استأذنت أحد المراقبين وطلب مني الانتظار حتى يأتي مهندس الموقع ... وما هي إلا دقائق وجاءت سيارة وقد تفاجأت بأن فيها المدير العام لشركة سبك (والذي لا يزور هذا الموقع إلا مرة في السنة) ... وكانت مفاجأتي أكبر عندما أخبرته بموضوع استقالتي وطلب مني تقديم سيرتي الذاتية لمقر الشركة الرئيسي في الرياض ... وكان الأمر وتم إجراء مقابلة شخصية وأبدى مدير الموارد البشرية إعجابه بشخصيتي كمهندس وقام بتأهيلي للمقابلة الفنية في مكتب مدير المشاريع وقد أبهر الأخير بما لدي من خبرة مقارنة بما مضى من عمري وجاءت موافقة مدير المشاريع وتم قبولي للعمل مهندسا للطرق في شركة سبك المشهورة ...
وانتهت مهلة استقالتي من الشركة السابقة وغادرت إلى الأردن وما أن وصلت أرض الوطن حتى أخبرني والدي بأن شركة تدعى (سبك) قد اتصلوا به وأخبروه بأن عقد عملي وتأشيرتي في أحد مكاتب التوظيف في عمان وأتممت كامل إجراءاتي وسافرت إلى الرياض ...
وكانت المفاجأة الكبرى - والتي لم تجعل ثقتي بالله تتراجع ولو مقدار أصبع أو أقل من ذلك - فطلبت مني الشركة بدء عملي في مدينة جيزان - حيث الحرارة والرطوبة التي تطاق والأسعار والمعيشة التين لا تحتملان - وسلمت أمري لله ومضيت للعمل هناك دون تردد فأنا لست صاحب قرار ووضعي يتطلب مني العمل في أي مكان لترتيب زواجي!
ومرت أيام سوداء في جيزان وقد أسررت في قلبي رغبة بأن أعود إلى تبوك -حيث عملت من قبل وحيث الأخ والأصدقاء - وأتممت حوالي عشرين يوما في جيزان وطلب مني التوجه آلى منطقة سلوى المجاورة للحدود القطرية، وحينها أيقنت بأن أمر العودة إلى تبوك بات مستحيلا ... ولكن رحمة الله أكبر من كل شيء، وبينما أنا ذاهب في طريقي إلى سلوى تغيرت كل الأمور وجاء قرار الشركة بنقلي المفاجئ إلى تبوك ... حيث أن هذا الأمر كان من المستحيلات منطقيا ولكن الله على كل شيء قدير ... وهو الذي يقدر في الخفاء كل شيء وهو الذي يعلم الغيب ويعلم كل هم وكل غم وكل دمعة ... يمهل ولا يهمل ... وهكذا عدت إلى حيث شئت وقابلت أصدقائي وأحبتي ... وكل ذلك بفضل الله ورحمته ...
خلاصة القول: كن مع الله ولا تبالي ... فوالله إن كان الله معك فلن تجد أمرك إلا ميسرا ... وإن كان الله عليك فلن تجد في الأمر إلا عسرا ... وأعوذ بالله لي ولكم أن نكون من الظالمين ... والحمد لله رب العالمين. ..

ليث الغرايبة - التوكل على الله


للتعليق مباشرة من موقع الفيسبوك ....

 

جميع الحقوق محفوظة لـ خربشات ليث الغرايبة