لا تحزن .... كيف لا أحزن

0 التعليقات

لا تحزن وإن كان الحزن قد تغلغل فيك ...
وإن كانت الأحزان قد تغلغلت في وجدانك ...
أو كانت الأيام قد غرزت سيوف الغدر في أعماق قلبك ...
 
لا تحزن ... وإن كان قلبك قد توقف تعجبا من الذين هم حولك ...
أو أنه آثر التوقف على أن يستمر حياة يملؤها الخوف ...
والرعب ... والحقد ... والكذب ... فالكذب ... فالكذب ...والغدر ... والخيانة ...
 
لا تحزن وإن رأيت عينيك تصنعان من الدموع عيونا دائمة ...
أو آبارا متصلة ... أو أنهارا منتشرة ...
 
لا تحزن ... وإن كنت قد رأيت جميع الناس قاموا ضدك ...
فمسكوا سكينا واحدا ... فسننوه ... فطعنوك به ... جميعا ...
 
لا تحزن ... وإن غادر الأحباب والأصحاب والذين مت حتى جمعتهم ...
فذهبوا من يديك كرائحة عطر بخس .... لا تكاد تشم ريحه فيندثر ...
 
لا تحزن ... وإن وقفت الدنيا جميعا في وجهك تمنعك من السير نحو الأمام ...
ووثقتك بحبال لا تكاد تنفك ولا تنقطع ... ولا تكاد تستطيع التنفس وأنت مربوط بها ...
 
لا تحزن ... لا تحزن ... لا تحزن ... كيف لا أحزن ؟ كيف؟ كيف؟
 
كيف لا أحزن وأرى الدنيا قد أغلقت أجمل أبوابها في وجهي ...
وفتحت لي فضلات أبوابها وما تبقى من سوادها ...
وأعطت جمالها لغيري وتركت فضلات جمالها وألبستني ما كسد من خيراتها البالية ...
 
كيف لا أحزن ...
وأنا لا أكاد أنام أو أصحو إلا وفي قلبي بركان لا يكاد يبرد ...
ونار لا تكاد تتوقف عن التغلغل في أحشائي ...
ودموع لا تكاد تكف عن النزول من عيني ...
وهموم لا تكاد تغرب عن وجهي ...
 
كيف ... كيف لا أحزن ...
وقد دفنت وأنا حي ...
ولعبة الطفولة ما زالت في يدي ...
ولون البراءة ما زال يشعشع في وجهي ...
 
كيف لا أحزن ... وأراني أتراجع كل يوم للأسوء ... وأرى صحتي تتدهور ...
وهمومي تكبلني .... وأحزاني تتوبتني وتدفن فيّ نفسي ...
 
كيف لا أحزن ... وأنا لا أجد سوى الحزن صدوقا أشكو إليه عبراتي ...
فيقبلني ... ويتقبل مني شكواتي ... ويمنعني من قتل نفسي وتدمير قلبي ...
فليس الحزن إلا صديقي الذي أشكو إليه دونما حرج ...
 
فيجيبني ويواسيني ويحن علي ويبكيني ... دونما كذب .. أو ... غدر ... أو ... نصب
 
ليث الغرايبة - في أكثر أيامه سوءا


للتعليق مباشرة من موقع الفيسبوك ....

 

جميع الحقوق محفوظة لـ خربشات ليث الغرايبة